هو القمر

هو القمر
دوما يسرقني لعالمه البديع
ثياب الأميرة المزركشة
وتاجها المرجان
والصولجان
أتحول لأميرة عشق في الأحلام
عرائس النور تحاورني
وتسألنى
أسئلة حيرى
علامة استفهام
هل تعشق البنات ؟
في زمن الحلم المخنوق
والدولارات.....













هل يتحولن من الحب....
إلى فتيات ليل....
لا يعترفن إلا
بمن يملك دفتر شيكات ؟
لماذا من أطفالهن
تخجل الأمهات ؟
يا زمن المر الأسود
متى تتلون بألوان مبهجات
حاورتني جدتي عبر الشات
قلبت فنجاني المخلوط
بالقهر والدمعات
مسحت كفيها بمنديل
من زمان فات


















منديل يبقى لديها شهورا
وليس منديل يذوب
بمجرد اللمسات
ضحكت وقالت يا ابنتي
مشاعركم مثل المناديل الورقية
تزول إنها مجرد لحظات
وعبر الشات قالت أيضا
أنغامي اندثرت
ذهبت لرياح لا تدرى
شيئا عن أمر الهمسات
أغنيتى



غطاء......
يدثرني في شتاء بلا عواطف
عواطف ...ضاعت مع الرياح والعواصف
اعتدت عليها حين نلتقي..…عواصف
لا معنى له سوى مزيد من الغربة... لقاء
جليد تجمع بين العروق .... الغربة
فجفت دماء الحب
انفصال..
أرواح مسافرة.....غرفة مظلمة
مرآة تلمع أحيانا
تبكى مع الأشباح












شبحك
لازال يعشش بين ثيابي
لفافات السجائر روائحه المنبعثة
الحزن القابع في أعماقى
وأشواق المهاجرين
تقبع فوق ثنايا الجسد الواهي
وريقات الخريف
اعلمي يا صغيرتي
أن أوراق الخريف داهمتني
فأصبحت أنثى بلا ملامح
رأسي المذبوح
بعصابات الشعر الأبيض
جسدي المترنح
في ثوبى الواسع
تتوه معالمه
أخبروني....
بأنك تركت رسالة تحتوى اعترافك
سيدتي غادرتك
لأن أنوثتك صارت
معصوبة تئن
تطلب دهانات
ليست للشعر طبعا
ولكن للمفاصل
وأنا رجل أبحث عن دنيا الأحلام
أحلم
بأننى لازلت طازجة
مرسوم فيها الفم
أسنان تتوهج لو تضحك
أنا رجل لا أعشق
أوجاع الهم
بين قصاصتي المطوية......
وصنعت الحلم الخائب للريح يسافر
























متأرجحة.....
بينك وبينه متأرجحة
هو عشق وزاد لخيالي
أما أنت بمشاعري لا تبالي
هو دوما يغنى قصائدي
ويفرح بها كالأطفال
أما أنت لا تدرى كلمة واحدة
ولا تعرف معنى للجمال
هو.....يدعوني للحياة
وأنت كنت يوما طيفا للظلال
هو
نغم له أرقص ويراقصنى
















أغرودة بلبل يشاغلنى ويؤانسني
أنت
مر علقم فأتجرعه بكأسى
وبباب الأوتار المفتوحة
يلقيني بلا رحمة
بصخور الحب يقذفني
وكأنه يوما لم يعرفني
هو نور يسطع بدربي
فاهرب منك إليه
فيها مسني
أنت تعويذة تحميني.......وتحرسنى
هو قلب انقطع منه الشريان
كي يعبر دمه
إلى دمى فيحيا حلمي
تعشق تكويني
وتزيد الأيام بعمري



































علامة.....!!
حين طفت بحبك فوق مدائن أنوثتي
ظهرت علامة......فرحت بها جدتى
وقالت لا تجهدي جسدك
ونامي...
هذى وسادتي
فغدا أو بعد غدا
يصل بالفرحة حفيدي....أو حفيدتى
ونامت همساتي خجلا
تطلق العنان ذات يوم

















وتبيح صرختي
أتحسس أحلامى الغائبة
فوق وجه طفلتي
قد سافرت وتركتني
أعانى أحزان وحدتي
أناجى القمر الغائب
في سماء غربتي







أصداف.....
صدفاتي في البحر تغوص
فابقي بلا عقود في جيدي
وهديتك...صفيت منها وريدى
وضحكاتي الساخرة
ودعتها بيوم عيدي
ويوم جاء زارع الورد
يحمل عناقيدي
أغرقت سلة أحلامى



















ونسيت كل مواعيدي
دقات الساعة تدق
فيدخلني شعور باليأس
محبطة و النور
الآتي من الأمس
يحاورني و يسألني
هل ضاع من الليل القمر؟
هل غابت من دنيانا
الشمس؟
هل للعمر..حبيب آخر؟
أيجئ اليوم ومن عمري تسافر
ابحث في الأيام عن حب آخر
حيث يحملني إليه
عبر مطارات ومواني....وبواخر
ورسائل أخرى تخجل
لازالت من أقدام غريب
يتحسس في الظلمة طريقا
للأشواق
يتوارى أو يتناحر




















هل اعتاد دنيا الحب الوردية
هل أدمنها وإليها
كل الهمسات تهاجر
أيجئ اليوم
فأزهزه كلماتي
وأنمقها
وأبعثها برسائل حمقى
مجنونة بعقلي للريح تسافر؟

اصمت....كى أمنحك بطة
فتاة لازالت
وردة تتفتح تنادى الربيع
تآمروا عليها كي تضيع
في أرصفة الحلم السوداء
القوها الكلاب السمسرة
الجوعى
وأرسلوها للأمير
هام بها الأمير فرحا
ذئب هو كصانعيه
ليلة يمنحها
قطعة سكر..!!















وليلة يمنحها هدية......للأصدقاء
كي يعبثوا بضفائرها......الشقراء
فتعود خاوية
إلا من جنين تحمله بين....الأحشاء
تتخبط.......ترحل
ما بين حزن وشقاء
وردة سألوها
لماذا تبيعين الوليد
فقالت في همجية وبكاء
وهل تظنوني مريم
في زمن.....الأنبياء!!

ما أنا إلا امرأة
الأشقياء.... سلعة يتناولها
فاصمتوا أيها الأوغاد
وابتعدوا عن طريقي
فانا لا أحتمل حديث.....الحكماء



































مكتوب......
أن تكون عصفورتي وحيدة
أن تكون كلماتي بلا قصيدة
أن تكون قصة حبي ثكلي
يتيمة
ذات يومي كانت لي أغنية
تطير بجناحين
كان لي صغير يمرح
بلا بكاء وبلا أنين
كان لي صدر
يدر لبن لبنا مخلوطا بالحنين
تحت لفح الشمس
كنت أنشر ثيابي












زاهية بلون النهار
وكان لي حبيب يكتب في غرامي
الأشعار
والآن صارت الشمس
ليلا
بلا أقمار
أبحث في الدجى
عن أطفالى الصغار
وبين هبات الريح يعزف
لحني بلا مزمار
يا صديقي لا تسلنى
يوما عن غناء العصافير
حين تغرد في الدار
ثم تعود وتصمت بلا اعتذار
رمالي.......فى حالة فوضى
حين دققت نخلاتي بجوار النهر
تساءلت
هل تنمو زهوري أم تذبل
في وادي النسيان
هل تتذكرني الأمطار فتهطل؟
هل يتذكرني الثمر...
فيخضر ربيعي؟
بأحلام الفجر الطالعة
بنور الشمس
أشجار فاكهتي الناضجة
هل يلقيها المتآمرون
بحجارة حقدهم الأسود؟













فتسقط كالهزائم
فوق جسدي الطازج
ورصيف أحلامى المشمس
يصبح قطعة من الحجر
الضائع الملامح
أنحت منه تمثالا بلا روح
وأدخل منه روحي
فيتحرك مثل بجماليون
فينتحر
وأطالب بالحب......فيضحك منى
فأموت.....ظمآنا
وعلى عتباتي نهر يموج

بروائح العشق المتبلة
برضاب العشاق
أعزف بعضا من ألحاني الضائعة
فوق الناي
فترفض أنوثتى للحظات
ثم أكفنها بأعشاب
يابسة فتفر الروح بلا عودة
محمولة فوق بساتيني
وأبراج حمامي
وعناقيد نخلاتي
تشهق حين تراني أتحدي
زنازيني وسجاني
ودميتي المفقوءة العينين
مقطوعة الساقين
تعلو صهوة الجواد
وتسافر
لعلها تعود بمزامير داوود
لعلها تكسر جدران المنفى....!!!























سوسنه العشق....تنمو
اتركوني بلا عشق....بلا دار
بلا كسرة خبز.....بلا غطاء
واتركوا حبيبتي تذوق ألم الفراق
ودعوها تتزوج عجوزا دميما
لأنه من الأثرياء
وأخبروها بأنها من الآن
تضيع في زمن الغرباء
جرحى ينزف يا حبيبي
فأرجوك أعطنى هذا الدواء
لن أخجل منه وأطالبك
بوردة وحفنة ماء














كي أزرعها في شرفتي للذكرى
وأقول للعشاق
انتهوا من قصص الحب الفاشلة
فما عادت تصلح
إلا للغناء
وفتيات الفيديو العاريات
ترقص في انتشاء
مجنونة من تتذكر لحظة
أن أنوثتها كنز لا يقدره
ألا الشرفاء
فما قيمة الفضيلة
والفضيلة جسر بين الشهوة والبغاء
وغانية توقظ جيلا
وتقاتل بالجسد المهتز
وتدعوا إليها المقامرين والعلماء
وجع أبدى....ورياح غريبة
تيقظ الفجر
يخرج في الليل منى
يحمل بين يديه حقيبة
ويفر لعوالم لا تمنحه
إلا الغربة والوجه البارد
وامرأة غادرها الحسن
فيصبح لها الحبيب
وتصبح هي الحبيبة
لمجرد جواز سفر ................وسرير عشق
يجمع غريبا بغريبة


























من قتل طائري الملون ؟؟؟
شوهوا بماء النار وجه الزهور
وانتحرت قطتي بلا سيف مسرور
وغاب الأطفال من المدارس
منها هاجرت الطيور
ومن حجرة الأنشطة صمتت الموسيقى
فأصبحت مثل القبور
وفى القطار بكيت كالغريب
التائه المكسور
أجهل دروبي القديمة
أبحث عن بيت بلا ملامح
بين أبراج تدهس
رائحة البخور













سلمت أمرى لحكمة الأيام
أعانق الأحزان دوما
ولا أثور
ورسائلي إليك أصبحت
بلا معنى .....عقيمة
مبهمة........باردة
كدمنا الموتور
ونهايتي باتت بلا رائحة
كزجاجة خاوية من العطور
لم تعد يداي تحترق من لمسك
ما عادت أذناى يطربها همسك
ولماذا....أطرب
وانأ أرى في العيون
يأسى يسبق يأسك..؟
أمنياتى تهاوت
وقلعتي تهدمت
بعدما سافرت للمدى البعيد
أضواء شمسك
لا تسلنى الحب ثانية
واحذر من امرأة كانت تهواك
كهواك لنفسك
وأطل فجرى يتباطأ
وطبوله الحيرى تدق
لتعود ثانية
تزرع في شرفتي
أزهار حبك
وتنادى طائري الملون...بأطياف سحرك



























دوامات الرمل.....تجذبنى
هناك
عند صحرائي الموحشة
أبكي بدمع عيني
وشمسي المحرقة
ودوامات الرمل تناديني
فافر إليها
وانأ بين....السندان والمطرقة
وصوت الريح ينهرني
ويبعدني عن طريق المحرقة
أمتطى جواد الحلم
فيطير بلا جناح
















وبين سحابات الفوضى
تدميني الجراح
أتاجج أغزل الآهات
من الصياح
تلفني الأوهام
بين خيوط الشرنقة
في قبضتي شوق يثور
وعصفورا لا يزال
يهوى الشقشقة
أقفز في الظلام
أغوص عمياء
ويصير من أهواه
ميناء ونجمة
دللتها صحرائي المرهقة
ويصير صوتك في خيالي
ذكرى تلوح كل عام
أبحث عن سيف يقيني
في الذكرى... شر المعركة
ينعى ربيعا
قتلوا زهوره
وكفنوها بالأغصان
تبكى منابع عرسها
ضوء يسبح فوق الفراشات
فتطير تحمل جمرها
فتخضر أثوابها ...........تسكبه على القلوب


























:مقاطع من أغنيات جدتي
جوعان
بقعة من الليل
تسلط على زاوية من الروح
فتغتال البراءة الباقية
فأصير شبحا
يتخبط في الظلام
تتناثر أوراقي في أوردة القلب الثائر
على أحزانى أتمرد وعواطفي حمقى
تتأجج في المرجل
الضيقة........وقيود الحارات الصاخبة








تجذبني لأغنية ٍ
غنتها الجدة
قولوا لأبوها
إن كان جعان يتعشى
لم اسأل ساعتها
ولماذا يجوع وثريد اللحم
يكفى عائلة بأكملها
لكن الجدة مع كل زفاف لحفيدة
تصر بشدة على غنوتها
وحين أصر الأب
على أن يبقى جائعا ولم يتعش
شقت كل النسوة
جلابيب الفرحة الزاهية







وبين الديك الصائح بالبيت
وطبول دوت في أذني
وجدوا فتاة العرس
ترفل في ثوب الدم
وقميص النوم الشفاف
تلقيه في اليم
ليكفنها الخجل
برفات من قهر
صارت ذكرى بائسة
لا تذكر إلا بالعار وبالهم
وبالندم القابع في صدر يئن
في ملكوت الوهم




























قالوا .....عنها
أنثى كالنجم الساطع
في ليل الحلم
تصعد للريح
بأرجوحة من وهم
فصارت تنعم
بالدفء الساكن
في القلب
تزداد يقينا أن الشجر الساحق
حين يغطى الكون
ثمارا
يلقيه المارة بالأحجار

















فيسقط بلحا .....رطبا
تأكل منه المرأة
بعد الميلاد
الأول لرصيف
حنين يحمل أجمل عينين





هل كلهن...........امرأة العزيز؟
وقفت أمام المرآة
ترسم الأهلة
في وجه القمر
وردة مقدسة
تفوح برائحة الثمر
وحرير شعرها
في كبرياء انسدل
وعقدها على الجيد المرمرى
يعلن الخطر
















صاحت تحذر
الطير الذي هجر
وعشقها المعبأ
في حقائب السفر
وآهات تهفو
في اشتياق للمطر
وهذا الظمأ
بالخطايا ينتحر
إلى متى سأنتظر؟
صاحت في كدر
لست ملاكا ولست قلبا من حجر
فكيف لي أن احتمل
؟...........إننى بشر
يحيكون ضدي
مؤامرة الخطيئة
يقولون دعك من الذي هجر
أنى أخاف
الانزلاق إلى الخطر
شوق واحتواء....... والخطر
بركان يغلى ويستعر
زلزال أنثى زلزلتها المشاعر
وأين يكون
منها المفر؟






























قالوا..... رمتها الملعونة
حين فارت نشوة
رمانا..... طرحت شجرتها
عنقودا ناضج
من أعناب
لم تكمل بعد العام الثاني
بعد العاشرة
لكن صارت أنثى
يطلبها كل الخطاب
منهم من كان بكفوف شابة
بقوة تدق على الأبواب
ومنهم من كان بكف
أضعفها الدهر













واشتعل منه الرأس
وشاب
رجل أرمل ماتت زوجته
تاركة إياه
في وحدة و عذاب
وبعينيه راح يفتش
عن أنثى
ترفل في أى ثياب
ولان الرمانة كانت تائهة
تتخبط بينا نيران وضباب
لم نتعلم أن شريعتنا في الكون
تغلب في قسوتها
أى شريعة للغاب
كانت ضحكتها صافية كالنهر
تسال دوما عن أحباب
والثعلب احكم قبضته عليها
وغطاها بأغلى الأثواب
وبعد مرور الوقت عليها
نضجت عرفت
كيف تفرق ما بين حقيقة و سراب
وأن حياة الأسر
كادت تفقدها أى صواب
كان الكهل ينام عند
قدوم الليل
وكانت تسهر
تقرأ في كتاب الأحباب
داهمها الحب
بلا موعد
فعادت كل ورود الكون
تغزو الوجه الشاحب
وصارت سبحان الوهاب
وحين استيقظ شبح الحرمان
بداخلها
كانت كل حكايتها
تستشرى كالنيران
بين حقول القمح وفى الأجران
لاكتها السنة النسوان
والنسوة مذكورة في القرآن
قلن أن زليخة تعشق يوسف
والنسوة في تلك الواقعة
كن من الأعيان
فلما أطلت نشوة بثياب الأدران
قالت لم اعشق يوسف
لكنى عشقت رجلا
عوضني الحرمان
كانت كلماته
تغسلني من الأحزان

لن اطلب عفوا.......
أو غفران
حين استيقظ شوقي
أعلنت عليه العصيان
من علمني أن العشق خطيئة
في الأديان؟
من علمني أن أقرا في كتاب الأيام؟
وأن الطفلة
لا تتزوج رجلا
وقعت منه الأسنان
كهل علمني كيف يكون القهر
مع الحرمان
أعلم أن العشق خطيئة
فلأرجم بحجارة من سجيل
فما اعتدت أن أرتدى
ثوب الكهان





























خابت نبؤة جدتي
جدتي
حين أخبروها
بأننى أتقيأ
يصيبني الدوار
ووجهي يعتريه الاصفرار
وأعشق النوم في النهار
قالت هيجى الفارس المغوار
وبإيده سيف بتار
ها يكيد العوازل
ويهزم التتار
البت حبلى
في بطنها ولد
















ها يشيل اسم أبوه
ويعمر الديار
ولأننى محظوظة في أيامى
لم يخترعوا بعد السونار
و نبؤة جدتي
مليئة بالغيب والأسرار
ومن خلف النسوة
كانت تختصني بأطيب الثمار
ويوم مخاضي
أطلقوا البخور
جائتنى الداية تلعن وتثور
كطبيبة محنكة تعلم
متى يشق الجيب
وتخرج منه أحدى بنات الحور
قالت في عصبية
ابتعدوا....لازالت بكرية
في بطنها ولد
قولوا معا يا مدد.... مدد
يا مسهل الأمور
وهادى النحلة للدبور
والثعبان يدخل الشق
والثعلب ينام في الجحور
وبالفعل
اهتدت النحلة للدبور
والثعالب نامت في الجحور
والقابلة لازالت تثور
ماتت بين يديها
بالأمس صبية
واليوم أموت أنا
بين سحابات البخور
قابلتي تيأس وتترك الأمور
وطبيبي يستدعوه للحضور
حين أدخل في الغيبوبة
يغلى الماء في القدور
تلهث أنفاسى
أستيقظ على صوت الوأوأة
المشهور
في دنيا الميلاد
ولدت ياولاد...قالوا
الله اكبر سبحان........ من صور
سموا عليها ....اسم الله عليها
وعلى حوليها........
رشوا الملح على الحساد
الغرفة تمتلىء بالأولاد
والجدة تتأكد أن ولى العهد
قد جاء محمل بالأمجاد



وبين بكاء النسوة
وموت الأحلام
تصمت...نينة وداد
والعينان يحطيهما سواد
وتنام.... تدخل غرفتها
وتضرب عن كل الزاد
قد خابت احدى نبؤتها
وجاءت أنثى
يتزوجها غريب
يسرق من تركتها فدانا
وتحمل هم مواسمها في الأعياد
يا خسارة ياولاد
أسبوع مر
وامرأة أخرى تصرخ في الدار
قالوا كالعادة ........ميلاد
لم تخرج من غرفتها نينة وداد
لم يعنيها هذى المرة
شأن الميلاد
كانت تتمنى أن يأتى عواد
لكن جاءت للدنيا سعاد
وبين الفكر الشارد
تسمع بعض النسوة
يزغردن ويعلن
قد جاء يا نينة عواد
فتقفز الجدة من رقدتها
وتأمر بذبح ديك البرابر الوحيد
وبين يديها تمسكه وتغنى
لما قالوا دا ولد
أتشد ضهرى واتسند
ولما قالوا دي بنية
قلت غابت الأعياد
ضحكت كل النسوة عليها
وهللن في هم نافع
نينة وداد
عايزه النسوان
تخلف بس صبيان





ديك البر ابر
لم ينجب ولدا عبد الستار
ولهذا قبع حزينا في الدار
قالوا مريضا
لا يشرب إلا الشاي
ممزوجا بالصبار
سعدية تشاركه فراشه
وبنات خمس تعملن بالأجر كالأنفار
بخل الزوج على الزوجة بالحب
وأسمعها كلاما أحمق
وأشبعها ألفاظا حمقى
تتقطع فيها من القلب
الأوتار















عبد الستار لم يهدأ حلمه
الثائر في عمره
ليل نهار
وبين الجلباب الأصفر
والسروال
حل العقدة من المنشار
وفى ساعة هم
قرر أن يتزوج أزهار
أنثى فقيرة........أحجم عنها الخطاب
وفى دنيا الأحلام

وجاءت أزهار
رغم أن الزيجة
تنبئ عن حلم خائب
كالمرجل يتأجج
فوق النار
ومن أول ليلة
حملت أزهار
حزنت سعدية
كانت تلبس كل جلباب
من الهم بالمندار
وأزهار صارت حاكمة
متحكمة في عبد الستار
تترنح في مشيتها
وترفع للحمل شعار
وتطلب في الليل
زبادي وخيار
من كان يصدق
أن العانس
تصبح مقصد للزوار
وتبيع حبوب الدار
لتأكل لانشون
وفشار
سعدية كانت تتعجب
كيف كانت تتيقن أزهار
أنها تحمل ذكرا
في الأحشاء
ولم تعلم أن أزهار
كشفت عنه بالمنظار
قبل ميلاد السبع بأيام
ظلت تتوجع في انتظار
وأخيرا يأتى للدنيا
زكريا عبد الستار
مقهورة سعدية تئن
يغنى عبد الستار
للطير الهائم والأشجار
وكأنه لم ينجب إلا زكريا
ولم يتزوج
إلا أزهار
زكريا يكبر وتددله الشمس
وتقبله الأقمار
لم تتحمل سعدية الأنات فترحل
في القلب غصة ومرار
وإناث فرت منهن الأحلام
فوق عتبات الدار
حلم يبكى وحلم يرحل
وحلم على الرصيف
ينتظر القطار
أحلام خابت بل غابت
وتوارت خلف الأسوار
وحين فتشنا عن الأسرار
كان السر الأب الجاهل
عبد الستار
حين ترسخ داخله
إحساس أسود
أن الشمس حين تسطع
تتبعها الأمطار
وأن الأنثى خلفتها
هم
يتبعه العار
وفى احدى نوبات جنونه
استل سكين الغضب المكتوم
وذبح من الخمس ثلاثا
قد ذهب منه العقل
وطار
اقتادوه مجذوبا بقميص مغلق
تحكمه الأزرار
ضاعت خمس بنات........وضاع الحلم
الكاذب
زكريا عبد الستار
في دار الأيتام تربى
ذكرى أطلت من ذاكرته
كحريق ينتظر الأمطار








عاقر:
.....أصدروا أمرا.... طلقوها
فهي كالتينة الحمقاء لا تلقى ثمرا
سنوات عشر مرت
وهى بمفردها وحيدة
لم تنجب أنثى
أو ذكرا
قلبت يوما في الجريدة
فقرأت خبرا
مس في شغاف القلب
وترا
وتحرك الأمل الساكن
في الجنب سحرا















زهرة سوف تزرع في الأحشاء
مهما كان الأمر صعبا
وصحراؤها الجرداء
المتأججة جمرا
ستطرح الأشجار
والماء على أعتاب شاطئها
ينساب مطرا
قلبت في الذكريات
ودموعها المرسلة حزنا
استكانت للعلم
وعمرها تمنحه مهرا
لقد صارت
بأمر الله أما
ورأسها المعصوب بالآهات
يتحرر قد جاوز
من القهر زمنا



































موؤدة:
وإذا المؤودة سئلت
بأي ذنب قتلت..؟
قتلوها....
...لماذا؟
قالوا..
حملتها العاهرة سفاحا
فخافوا أن
يتفشى سرا
بقماش اسود داروها
وغيبوها
فى القبر















هل تدرى أيها السيد
ماذا يعنى لدينا
نحن النسوة القهر؟
ماذا يعنى أن تقتل هذى العاشقة
الملقاة بضعة منها
ثم تصرخ ...تتمزق
تتجرع مرا أو قهر
ماذا يعنى لديها أن تتآمر
كى تقتل طفلة
لازالت مغمضة العينين
وتقبلها ثم تقتلها مرة بالغدر
ومرة بالأمر
ثم تتمرغ فوق الأشواك
وتشق الجلباب
على الصدر
وتراودك فى الحلم
وتحاكمك ....
وتقطع شريان الحب
وتلقى بأحجبة الشعر
كانت أحلى صبية
بين بنات الحى
بسمتها تقطر عشقا
و تحاكى السحر
كانت بضفائر
ترسلها للريح
وتقفز بين يديها
يسكن دفء
لم تدر عن العشق
لمحه من فكر
والشاب الأسمر يهواها
ويبعث فى القلب الفائر
بعضا من عطر
تختلس النظرة
ثم تعلو لسماء الحلم
ذاقت شهدا رضابه مرة
فتاهت وبللها المطر
دارت حزينة فى ليل
شتائها الكئيب
لم تدر ما الخبر؟
ولا عن سمائها
كيف غاب القمر؟
وأمارة بكارتها
تلاشت
وحل محلها أوجاع
وكدر
و حين نبس العشق
فى الأحشاء
تأكد الشك
وانتشر الخبر



فاتسعت ثيابها
لتدارى أمرا
قد ظهر
راحت تسال عن فتاها
الذى راوغ كالثعلب
لما غدر
لم تجده إلا زهرة
كفنوها
وغيبوها
وأين من قدرها
المفر؟





























ذوبان:
يداهمنى حين اقترب من الغيبوبة
أنسى أنى كنت
فى يوم امرأة
أنثى تحمل فى الأحشاء
جنينا
تتقيأ أحزان الوطن المقهور
بداخلها
تسعى جاهدة بين القيد
وبين فضاء أحمق
يدعوها


















نحو الميلاد
ليكون خلاص الكون المرئى
يعزل كل مساحات العتمة
حين أطالع وجه حنينى
يأخذنى نحو عالم سحرى
فأخفيه ما بين اهدابى
والرئتين
أتنفسه حنينا يعصرنى
دماء تعطى شريانى حياة

حمامة:
قالوا عنها
لازالت بكرا
رغم مرور العام الحادى والخمسين
وفمها المرسوم
كما العنقود
ورقة شفتيها
وعيون سود
أسرت ألف حبيب
بمحبتها
صارت قمرا يسهر فى الليل
ولا يغفوا إلا حين
















ينام العشاق
كانت تسكن فى قارب
مربوط بذيل الأحلام
تعشق ماء البحر
وسماء صافية
ودارا خشبية أبسط
من شجر البلوط النائم
بين الشطآن
حمامة
كانت تهوى حبيبا
أجمل من كل الفتيان
تمنحه حبات السكر
حين يناديه البحر
وترسل تنهيدات الأشواق
مع الأمطار حين تأتى
نوات الريح
وتنذرها بأن تسرق منها
حبيب العمر
وبات يهددها السحر
تتوسل لسيدى أبو النجد
وتضع حول مقامه
خصلة من شعر
وتلف المنديل الأخضر
حول الرقبة وتستلم
للنوم
...من يسأل عنها تقول
حمامة مريضة فى الدار
فيقولون
عفريت أحمق يتلبسها
تسرقها دوامات اليأس
لشتاء أمشير
...وتقسم
لن تخرج منها أبدا
إلا عند دخول العفريت
للقمقم
ويعود الطير
لأحضان الأشجار
يرفرف
فتخرج من عزلتها
وتلقى بالمنديل الأخضر
وبكحل الجدة تتكحل
فتزهو العينين
باللون الأسمر
ويعود ربيع الدنيا لشفتيها
يزغرد
فتضحك .. تقطر عشقا





وتطير لحبيب العمر
وتكبش بين يديها
مياه البحر
وتحضنها فيخضر
ربيع الحب
....ويتمتم قد ذاب الشوق
فى يوم
خطبوا حمامة للعربى
فقال أبوه بلسان الفشر
العربى يكسب ألف جنيه
فى الشهر
يصطاد الحوت ولا يبتل
والشبكة بين يديه
تصيد بالأمر
العربى سيبنى بيتا
كالقصر
تسكنه حمامه
ست الحسن
العربى يسافر
وتودعه حمامة
عند الفجر
بين يديه تنام يديها
فيهمس
ما عاد فى صدرى
صبر
وتذوب حمامة عشقا
ويذوب الصخر
ويرتاد العربى
كالعادة البحر
وتنام حمامة
وتكفن فى المنديل
الشعر
...ويمر اليوم الأول
الثانى ....العاشر
ويجئ شتاء القهر
العربى ....قالوا
ابتلعته أمواج البحر
فتموت حمامة
من القهر
راحت فى الغيبوبة
بدانة مرشوقة بالقلب
هبت ريح النوة عليها
فأحالت حبات السكر
بين شفتيها
مر



































سعدية بطل:
بلسانها حفرت فى عقلى
دروبا من الذكريات
وظلت تحكى فوق رأسى
الحواديت
فتعرفت على أول عفريت
من حدوتة حكتها
"الدجاجة"
يحكى أن امرأة
كانت لا تنجب
فتطهرت وصلت وصامت
وتضرعت للسماء
يا رب امنحنى طفلة
حتى وإن تكون دجاجه














فاستجاب الرب لتضرعها
و أعطاها دجاجة
سعدية تسترسل فى الحدوته
فتأتى عفاريت الكون
لسرير الحلم
تتحول دجاجتها
لطفلة ..
تكبر.. تتدور..
تتحور لأنثى
يعشقها ابن السلطان
يتزوجها ويرحل
للقصر الملكى
الكائن بين الأشجار
يحملها بين الزهر....
فتزهو الأقمار
تنجب شمسا
تخطف كل الأبصار
إلا عجوزا شمطاء
تلقى عليها
تعويذة سحر
فتنام....
وتنام معها الأسرار
من يوقظ هذى الشمس
ويهز فراش ساكن
لا تدهمه الأقدام
وتصير الطفلة فى قلبى
أجنحة طائرة
أتسلق فى خفة
ضفائرها المرسلة
عبر الأعوام
وتدق طبول البعث
فتهب الطفلة من رقدتها
فيهدها بأنامله
المتدفقة حنانا
يسقيها ماء
ويقص أظافرها
أمير الحلم
جعلته سعدية أملا للحائرين
بطلا أسطوريا
يضمد كل جراح المقهورين
ملحوظة.....سعدية كانت لا تنجب
لكن يعشقها أطفال الكون
المحرومين








مديحه:
بلون الياسمين
تشبه القمر
وضحكتها تزغرد
كخفيف الشجر
شعر مسترسل
ليلى الملامح
يسافر....يداعب الوتر
ألقت بثوب الأم
التفصيل......
وأرادت فستانا
جاهز
مزركش بالورود
ضيق عند الصدر....














وجماله تخطى
كل الحدود
أجمل بنات الحى
بجلباب أزرق
وفيونكه بلون البطيخ الأحمر
على يمين الوردة الحمراء
المشغولة عند الصدر
سهم أصاب القلب
فى مقتل
وبين المفصل........
سابت الفرائص
كل عيون الكون
تنادى......تنهمر دموعا
وحنينا
رغم الانكسار
والهزيمة والانهيار
واللون الغامق
والحصار
والخبز الأسود
ولمبة الجاز المطلية
بالهباب
وبيجامات الصبيان الكاكى
المتسخة بالمداد
وعلبة البولوبيف الفارغة منه
الممتلئة بالرماد
والفيروسات المختلفة
تغزو القلوب والأكباد
لازالت رياح الخماسين
تبعثر ضفائر البنات
تتركها فى الدوامات
فوق أجهزة الشات




















صدفات الابنودى المجنونة جوايا:
حين تدق الخامسة مساءً
لا نشرب الشاى كالإنجليز
أحمل المذياع وأصعد لسطوح الدار
ساعة عصارى
أصنع لى ذكريات
فى دنيا الفتيات
الموشومة بالأحلام.......
أغنى للبحر الهادئ فى مدينتى
ساعة العصارى يا نسايم
البحر هايم وأنا هايم
هل البحر يعشق مثلنا ؟












سؤال
جاء الرد لعبد الرحمن ....
البحر عاشق لصبايا
زى الترعة والقنايا
زى أنا لما أقول
أنا عاشقك يا امايا
داخل صدفات الابنودى
حين ينادى ويقول:
فى بلدنا الليل دائما .....
شايل حواديت
وكلام فى الترعة والتوتة




لما يغنى المواويل
لما عيونك فى الضلمة
يفتحوا شبابيك الحب
فيقيد فى الليل
القنديل
و امايا فاطمة قنديل
كانت بتحط الكحل فى عينى
لما الحصبة كانت بتجيلى
وكل آلام الدنيا تورينى
وتلبسنى الجلابية الحمرا
وتسد الباب
ولا حد فى الدنيا يشوفنى
حتى الأحباب
فاطمة جنديل..... كانت فى القلب حكاية
ورواية بقولها للأحفاد
كان الأبنودى يلهمنى صدفة
من صدفاتى المكنونة
فتجينى العدوى المجنونة وأقول:
يا اماى يا شمعه بتنور لى طريقى
لما تغيب الشمس ويجى الليل
أو ينكسر القنديل فى العتمة
وعيونك منى و لازيه زى
حبك عندى أمانة كبيرة
وإنى أشيل الدين فى رقبتى
ليوم الدين
ولا أعرف أحل المساجين
اللى فى سجنك
ولا أعرف أفتح ف خزاينك
وأسرقها
وأدي الفقرا والمحتاجين
واحد بيحبك من بين الملايين
بابعت مكاتيبى ساعات
فى الفجر أما يشقشق







قبل ما أروح الشغل
ويضربنى سيف الوقت
بقسوة من غير حنيه
وأرجع أبكى بدموع العين
مكاتيبى دقة قلبى
اللى تريحنى لما أعوز
تباخلنى**** دموعى
وتعز عليا الحواديت
اللى بتنقر جوانا
زى غراب البين
والولد اللى محبوس جوانا
لو يجى ها يبقى فقير
دقة....
لا ها يملك أرض.........
ولا طين
غلبان الغلب دايما بيصاحبه
ولو يمشى يناديه
سايبنى ورايح على فين






















موعود:
70 صيف عام
عبد الحليم أهواه
وتهواه فى حارتنا
كل الفتيات
أعلق صورته
فوق الجدران
كان فى قلبى مثاراً
للأشجان
كنا بالأمر نعشق
أى حبيب كان
حبيبة تبحث فى شوق
وتهوى ابن الجيران













وفى الأحلام
تكون وسادتنا خالية
من أى طعام
ويغنى أهواك ....
ما معنى أهواك ؟
ما معنى أن نبحث عن حلم ضائع
فى زمن النكسة والهجرة
والأرصفة الحبلى
بملايين الجرحى
بلا مأوى
كيف يكون العشق
وبطون العشق تخلو
إلا من هم الأغراب..!!؟
وأحزان ثكلى
تنام فوق تراب الأرض
وأوغاد خانوا العهد
وقاموا بتنكيس كرامتنا
والأعلام
كيف نزف عرائسنا
فى موكب فرح
وقد غاب جمال
وبرغم القهر نصر على الإنجاب
وبرغم الغربة ودماء الأطفال
المسالة فوق الكراسات
والليل الحالك والآهات
لازال حليم يغنى للحب
وللذكريات
لما بلدنا على الترعة
تغسل شعرها
من الهم والأحزان
ونقدم ولادنا لنصرنا
قربان
ونصبح ناراً
فوق فوهة البركان
علمنا حليم فى شعره
أن الحب نزار
وأن اليهود هم التتار
وأن مصر....
هى الحب الأول .....
وبين الظلام
هى زهرة النوار












راحة الجسم تبدأ من القدمين إشاعة:
أختى
حذاء شتوى واحد
وأختان
تلبس أحداهما فى موسم
والأخرى فى موسم آخر
كانت الأخرى تصر
على ارتدائه فى الشتاء
وحين يهل الربيع
تلقيه بلا هوية
للكبرى ....
فتفرح به رغم سخونة الجو
ولا عزاء للعرق المنهمر
من رأسها حتى القدمين












جارتى.....طالت إقامتها
من خلف الشباك
تنطلق زغرودة ....
رنت عانقت الأذان
استبيان
فتحت الشباك
فى الشرفة المقابلة
جارتنا سعاد
صاحبة النظارة اللامعة
والعدسات البنور
والشعر الأبيض
على الأسود..حين يثور

زرعت فى شرفتها
أحلاما وزهور
كانت تتمنى لو تتزوج
ابنتها زهور
لكن زهور
وقفت تبكى عند السور
تحسب أحلام أنوثتها
الباردة .....
وتتذكر أول مرة
ألقت بملابسها المحشورة
من بئر السلم ...لزوجة البواب
تحسد كل رفيقات الدرب
حين تسمع زغرودة
فى شرفة احداهن
وسعاد الأم تئن
وتحن
لفستان أبيض
تنثر فوقه عقودا
من فل
تتألق فيه وحيدتها
تظهر للنور
وتقاطع هذا الظل
لكن زهور تذبل
حين يمر عليها الصبح
دون أن ترويها
نسمات الحب
تفتح كل الأبواب
إلا باب سعاد ... مازال مغلق
وحين جاء الموعد.....
والفجر يدق الباب
تلبس ابنتها الطرحة والفستان
ترقص فى الشارع








يرقص كل الفتيان
تسقط وتصاب بالغثيان
ترحل حاملة معها الأحزان
انفجرت
كالبركان
سنوات.... مرت
قلب ....عانى من الحرمان
ازدحمت غرقانة الأربع
والدم الطالع والهابط
عانى منه المصعد
فتعطل وتوقف
وتلاشى فى طى النسيان
زهور العيد الأول لبكارتها
ترتدى ثيابها البيضاء
تدور وترقص.....
تقفز فى الهواء
تحمل طفلا...
كانت تتمنى أن تمنحه
لجدته سعاد
لكن سعاد ....غابت
لم تسمع شهد الأخبار
ظلت تدعوا فى الصلوات
وتقرأ فى القران
عبر البوابة الصغرى للقلب
ينغلق الشريان
تطلب رحمة...نوراً
غفران















الجو نار:
عانت فى وحدتها كثيراً....
وبرغم حقيبتها الممتلئة
بالأحلام
وقميص أبيض
مغسول
بدموع الأيام .........
نامت....... فجاءتها
عصاها المكسورة
تمنحها الخاتم
والخدام
فتشمر عن ساعدها
كم الجلباب الأزرق












تتمنى لو تذهب لوليمة
ويراها ابن السلطان
لكن الثوب الضيق
يلتصق بالجسد الفتان
ورياح أنوثتها تهب عليها
وتهب عليها الأحزان
وأما الحلم الخائب
يحترق عليها الجدران
يسرقها المدائن تخلو من السكان
لكن بضاعتها تفسد
تلقيها فوق الأرصفة الملساء
تنزلق عليها الأشياء
وأمير الحلم لازال يأتيها
ويلقنها دروس الحب
كل مساء
يمنحها أوسمة
ويتوجها بالتاج الملكى
المتألق نورا وضياء
وحين تستيقظ تجد الساقين
احداهما .....مكسورة
والأخرى عرجاء
أحلام الصيف الساخنة
تتأجج تشتعل
تتناثر غيظا وهباء




























ابن بياع:
تحت نافذتى
ظل يدق بالميزان
فطارت أحلامى........
بلا عودة
خناقة
حرامى ..... سبته احدى نبات القرية
حرامى يا بنت الجوعانة ....رد عليها ابن البائع
أمك تأكل من خلف حمارى
دون شراء
قذفته البنت بحجر ناشف
فأصابه فى الرأس الصلعاء















قفز الابن خلف البنت
فخاف البائع وقال للابن
توقف لا تصنع فتنه
هيا ...لنرحل حالا
مهما وصفونا بالجبن
فالجبن أهون كثيراً
من فتنة تذهب بالعقل
ولا ترجع
سنوات مرت
عاد البائع أكثر سمنة
نظارة سميكة فوق
العينين
يبيع بضاعته المعتادة
ويأخذ بدلا منها الجبن
وحين سألوه عن الابن
رد كالطاووس المختال
بريق النصر
ابنى قد صار طبيبا
يرفل فى ثوب العلم
يكتب للمرضى دواءً
يشفيهم كالسحر
صار أميرا بالدعوات
من أفواه المرضى
وكدت من الدهشة أجن
سبعة أبناء
أنجبهم عمدة قريتنا
لا يملك واحد منهم
حرفا واحد للعلم
وكانت حكمته
الجهل عبادة
واشربوا ماء الشهادة ...
لكن كلما رأى البياع
ألقى أمرا بالقبض عليه
كالعادة


















زواج :
فوق الشرفة ....
تتدلى أعلام الزينة
والأنوار
يأتى مأذون
يحمل فى يده كتاب الأسرار
وعروس المواكب
تبحث عن ورد
للطرحة.....
تتناثر أشجانا
قطعا ...قطعا
من فرحة ...
الحب يغيب
فى زمن الدولارات
والأرقام













السيد "ل"
يسرق ملياراً
ويهرب بطريقة ...مخجلةٍ
وقحة
وعريس الليلة
يبحث فى جيبه
عن فاكهة
جافة ...
عن نقطة ضوء
فى الأرصفة المظلمة
الثكلى....
اقتادوه كاللص
بعد أن أخبروه
بأن فتاته
حبلى
ترجمة ملائكة الحب
بلا رحمة
ملعون من يلقى عذراء
للريح
بعد أن تتوهم
أنه كان أسيرا
يوما لمحبتها





























فى صدرها :
تتأجج أحزانها وتتلاطم
كالموج فى قسوة
يضرب الصخور
وحلم الأنثى المكسور
يترنح ما بين القيد والسور
تلضم حبات العقد المنثور
تتطاير خصلات الشعر
فى ملل وحبور
تسأل نجما آفل
وتحاكم قمرا بسماء الكون
يسعى ويدور














كانت بالأمس عذراء
تهمس فى صمت
وتناجيه
ترقص فى نشوة
وتناديه
تفتح للحب ذراعيها
ورضاب الشهد ترويه
واليوم عام يرحل
فتاهت من عينيها
كل معالم خطواته..
فيعود اليأس يواسيها
وتواسيه

ركضت ترمح
فوق حصان أهوج
فى هودج من أشواق
علمها كلام العشاق
علمها كيف تشتاق ؟
علمها حين يغيب
كيف يدق القلب
وكيف دماء الأحلام
تراق!!
علمها سكرات النشوى
لا تدرى
متى غاب العقل ؟
وكيف أفاق ؟
علمها أن الروح
أمانة فى الأعناق
وأن أسرار أنوثتها
أمانة يحملها فى الأحداق

























الهروب إلى الغابة :
قتل اللصوص جدتى....
فسكن الخوف
فى أعماق وحدتى
قررت الفرار
ما بين أشباح
ونار
وطريق موحش
وبحر ليس
له قرار
هددنى اللصوص
بأنوثتى

















فضحكت وقلت قد تلاشت
وزالت سطوتى
وتبدل الجمال
ولم يبقى سوى
أقنعة حمقى
أحمر شفاه
وكحل للأهداب لعينى
ولا يسمع الجيران إلا صدى آناتى
وشكوتى
وبعد فوات الوقت
امتلكت زمام أمرى
وركعت أمامى حريتى
الآن استسلم
وأرفع رايتى
بلا خوف أسير وحدى
فى الغابة
فلا أسد على يزأر
ولا ذئب فى انتظار
عودتى
كل ما أخشاه
أن يسرقوا حقيبتى ........
لذلك قررت السير
بلا حقيبة
بإرادتى

النهاية

أنشأ هذا الموقع ويدير تحريره الكاتب الأديب مجدى شلبى